تكلفة الحاج الباكستاني

أسهم الحج ترتفع بباكستان وأحلام الكثيرين تنهار
أمير لطيف
/ نقله قلم الاخيار
عدد حجاج باكستان يقدر
بنحو 165 ألف حاج سنويا كراتشي (باكستان) -
كان يعد الأيام والليالي للسفر إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، ولكن الأزمة المالية العالمية بددت الحلم الذي طالما انتظره مختار علي، بعدما تسببت في رفع تكلفة الحج في باكستان بشكل كبير هذا العام
علي"، الذي يمتلك متجرا في مدينة كراتشي الجنوبية الساحلية، يشرح لشبكة "إسلام أون لاين.نت" كيف تبدد حلمه قائلا: "كنت مستعدا تماما أنا وزوجتي للذهاب إلى الأراضي المقدسة هذا العام، ولكن عندما اتصلت بأحد منظمي رحلات الحج كانت المفاجأة الكبرى، حيث ارتفعت تكلفة الحج بما لا أحتمله".[/size][/font]





وأضاف موضحا: "بعد أن استطعت بمساعدة أولادي أن أدخر 400 ألف روبية (5.200 دولار) فوجئت بأن مسئول رحلة الحج يطلب مني 200 ألف روبية (3.800 دولار) إضافية".
وكغيره من الباكستانيين ظل "علي" يدخر فترة طويلة لتحقيق حلمه بأداء فريضة الحج، ولكن جاءت تلك الزيادة في نفقات الحج لتربك حسابات الكثيرين، وتضطرهم إلى العدول عن الحج هذا العام، أملا في تحسن الأوضاع العام المقبل.
وفي الوقت الذي تغرق فيه تلك الدولة الجنوب آسيوية في مشكلات اقتصادية ضاعفتها الأزمة المالية العالمية، رفعت الخطوط الجوية الباكستانية ثمن تذاكر السفر إلى السعودية من 53 ألف روبية (650 دولارا) قبل شهرين إلى 105 آلاف روبية (1.300 دولار) .
وارتفعت تكلفة رحلة الحج المدعومة حكوميا من 134 ألف روبية (1.700 دولار) إلى 185 ألف روبية (2.300 دولار)، بينما ارتفعت تكلفة الحج الذي ينظمه القطاع الخاص من 200 ألف روبية (2.500 دولار) إلى 300 ألف روبية (3.750 دولارا).
تلك الزيادات الكبيرة في تكاليف الحج أجبرت موزاميل حسين أيضا على إلغاء خطط أداء الفريضة هذا العام.. ويقول حسين: "ادخرت 200 ألف روبية (2.500 دولار) على مدى السنوات الأخيرة لأداء فريضة الحج، ولكن ارتفعت الأسعار هذا العام بمعدل لا طاقة لي به".

تراجع عدد الرحلات

منظمو رحلات الحج ليسوا أيضا بمنأى عن الأزمة المالية العالمية، إذ يقول سكندار عزام، مدير إحدى شركات السياحة: إن "الأزمة المالية المستمرة انعكست سلبا على عملنا وأدائنا".
ويقدر عدد الحجاج الباكستانيين سنويا بنحو 165 ألف حاج، من بينهم 85 ألف حاج يتم اختيارهم عبر قرعة تجريها الحكومة، والباقون يسافرون إلى الأراضي المقدسة من خلال شركات السياحة.
لكن خبراء يتوقعون انخفاض عدد رحلات الحج هذا العام بنحو 50%، وفي هذا السياق يقول عزام: "كنا نتوقع مزيدا من رحلات الحج هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية، ولكن الأزمة المالية جعلت الإقبال علينا يقل بشكل ملموس في هذه الفترة التي تعد ذروة نشاطنا".
ووفقا للمؤشرات الاقتصادية فإن الاقتصاد الباكستاني تدهور بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، فالدولار الأمريكي يعادل حاليا 80 روبية بعد أن كان يساوي 60 روبية قبل 6 شهور، ويقدر العجز في الميزان التجاري بنحو 12 مليار دولار، وهو أعلى معدل في تاريخ باكستان.

زيادة غير مبررة

وإذا كانت شركات السياحة والخطوط الجوية رفعت تكاليف الحج، فإن البعض يرون أن هذه الزيادة غير مبررة.
ويقول شريف، وهو أحد منظمي رحلات الحج: "عندما رفعت الخطوط الجوية الباكستانية قيمة تذاكرها كان برميل النفط ارتفع سعره إلى 140 دولارا في الأسواق العالمية، ولكن سعر البرميل انخفض في ظل الأزمة المالية الحالية إلى أقل من 70 دولارا، بالتالي كان يجب أن يتم تخفيض قيمة التذاكر بمعدل 50%"، في إشارة إلى استغلال بعض الشركات للأزمة المالية من أجل جني أرباح على حساب المواطن البسيط.
يشار إلى أن قيمة تذكرة السفر إلى السعودية في الهند لا تتجاوز 20 ألف روبية (225 دولارا) بينما تبلغ قيمتها في باكستان المجاورة 105 آلاف روبية (1.300 دولار)، إضافة إلى أن التكلفة الإجمالية للحج في الهند لا تتجاوز 84 ألف روبية (1000 دولار)، في حين تصل في باكستان إلى 300 ألف روبية (3.750 دولارا).