منتدى الأخيار - رحلت السعودية 45 معتمراً جزائرياً

رحلت السعودية 45 معتمراً جزائرياً بعد مكوثهم لمدة تزيد عن الشهر بمكة المكرمة، حيث تم نقلهم على متن طائرة سعودية إلى العاصمة السورية دمشق قبل أن تنقلهم طائر تابعة للخطوط الجوية الجزائرية مساء الأربعاء الماضي الى مطار هواري.
ونقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية تفاصيل عن وكالات سفر متواطئة كانت تعدهم بالبقاء حتى موسم الحج، عن طريق إخفائهم في مباني مهجورة بمكة المكرمة، مشيرة الى أن احد المتخلفين توفي بعد أصابته بحالة مرضية، ولم يستطع زملائه نقله إلى أي مستشفى خوفا من القبض عليهم.
وحسب احد المرحلين الذي رفض الإفصاح عن هويته، فإنه كان برفقة زملائه بعد انتهائهم من أداء العمرة خلال شهر رمضان؛ حيث تم توجيههم من طرف احد المتعاملين مع وكالة سياحية إلى إحدى البنايات المهجورة للاختباء فيها في انتظار حلول موسم الحج لأداء المناسك.
وعن ظروف اعتقالهم، قال أن "مصالح الأمن السعودية اكتشفت أمرهم بعد القبض على احد زملائه المكلف بجلب المؤونة من أحد المحلات التجارية المجاورة حيث اعترف أثناء التحقيق معه بوجود عدد آخر من الجزائريين يختبئون في هذا المكان في انتظار دخول موسم الحج لأدائهم هذه الفريضة. وفي تلك الأثناء سارعت قوات الأمن السعودية إلى المكان حيث القي القبض على بقية المجموعة قبل أن يتم نقلهم على متن حافلات إلى مدينة جدة بعد الانتهاء من إجراءات الترحيل".
وذكر أن كل شخص دفع مبلغ 20 مليون سنتيم لأحد "الخواص" معروف بتوليه عملية تنظيم الرحلات إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة، حيث وعدهم هذا الشخص بتوفير مكان آمن للاختباء فيه طيلة الفترة التي تفصلهم عن فترة الحج من أجل أداء هذه الفريضة بعدما تعذر عليهم الحصول على جواز سفر للحج أو الفوز في القرعة التي تنظمها البلديات كل سنة.
وقال :"مع تقدم البعض في السن يضطرون إلى انتهاج كل السبل من اجل تحقيق هذه الأمنية قبل أن توافيهم المنية، خاصة أن أقرانهم قد حجوا أكثر من مرة من بينهم محدثنا، وهو احد الذين لم يبتسم لهم الحظ ولو لمرة واحدة في العمر من أجل زيارة جبل عرفات، رغم محاولاته الكثيرة".
وعن مصير الشخص الذي نظم سفريتهم إلى البقاع المقدسة أشار إلى انه يقيم في أحد الفنادق بطريقة قانونية و''لم يسأل عنا منذ انتهاء موسم العمرة''.
وقال إن هذا الشخص يستعين بخدمات إحدى الوكالات السياحية لجلب أكبر عدد ممكن من المعتمرين الراغبين في البقاء لأداء مناسك الحج، بالرغم من المخاطر التي قد تهدد حياتهم، خاصة في حالة المرض؛ حيث توفي أحدهم بعدما تعذر عليهم أخذه إلى المستشفى من اجل علاجه بسبب الخوف من اكتشاف أمرهم هناك.