الحجاج يسكنون عمائر بدل الخيام بمنى
 

لأول مرة..الحجاج يسكنون عمائر بدل الخيام بمنى
كتب وليد محمود
/ نقله قلم الاخيار المشروع يهدف للحد من سلبيات الزحامالرياض – يبدو أن مشعر منى سيتخلى قريبا عن لقب "مدينة الخيام البيضاء" ليصبح لقبه "مدينة الأبراج الشماء"، وذلك في حال نجح المشروع التجريبي لإسكان الحجاج في ست عمائر سكنية شرق منى وتم إجازة التوسع فيه من هيئة كبار العلماء بالمملكة. ولأول مرة منذ أن فرض الله الحج، سيسكن قسم من ضيوف الرحمن هذا العام في عمائر سكنية في مشعر منى، في تجربة تهدف إلى القضاء على الاكتظاظ البشري في المخيمات، واستيعاب أعداد الحجاج التي تتزايد عاما بعد عام.
وقال سعد القرشي رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة بمجلس الغرف السعودية إنه تم الاتفاق على تأجير أربع عمائر بمنى لمؤسسات الطوافة لعامين، من أجل إسكان حجاج الداخل فيها. بحسب جريدة الحياة اليوم السبت. وأشار إلى أنه سيتم تأجير بقية العمائر (عمارتين) السنة المقبلة.
وبين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز في تصريحات له قبل أسبوع أن هذا المشروع سيخضع للتجربة هذا العام، وفي حال نجحت هذه التجربة سيتم استكمال المشروع ليتسع لأعداد أكبر في السنوات المقبلة.
وتعد خيام منى البيضاء الجميلة من أشهر العلامات البارزة التي اشتهرت بها شعائر الحج طول التاريخ الإسلامي.
وخلال الأعوام السابقة كانت الخيام هي مقر إقامة ضيوف الرحمن، أما إنشاء عمائر على سفوح الجبال أو في بطن وادي منى فكانت مثار جدل.
ويأتي المشروع التجريبي المتمثل في ست عمائر تقع على السفح الجبلي من الطرف الــشرقي لمنى، تستوعب ما بين 15 إلى 20 ألف حاج، كأحد المشاريع التطويرية للمشاعر المقدسة التي من شأنها أن تقضي على الاكتظاظ البشري في المخيمات.
وتعد هذه العمائر مقدمة لمشروع تطويري أشمل وأوسع، لنشر العمائر السكنية العالية في منى لتستوعب قرابة المليون حاج.
وكان من المقرر أن يكون موسم حج عام 1428، انطلاقة لتجريب المرحلة الأولى من مشروع إسكان منى، غير أن التجربة أرجئت إلى العام الحالي (1429 هـ) لأمور «فنية».
ويتوقف موضوع التوسع في البناء على سفوح الجبال على النتائج العملية لهذا المشروع التجريبي ومدى تحقيقه للأهداف المتوقعة منه، وإجازة هيئة كبار العلماء له لتعميم المشروع على بقية سفوح الجبال بمشعر منى.
وأجازت هيئة كبار العلماء في المملكة المشروع التجريبي الذي يقضي ببناء 6 عمائر، ورهنت موافقتها على التوسع فيه بتقييم التجربة.
وكان مجلس هيئة كبار العلماء في السعودية، قد قرر بالأكثرية، «جواز البناء على سفوح الجبال المطلة على منى على وجه يضمن المصلحة للحجاج، ولا يعود عليهم بالضرر، ويكون هذا البناء مرفقا عاما، وما تحته لمن سبق إليه من الحجاج كبقية أراضي منى، على أن يكون الإشراف على هذا البناء للدولة».
وبين أن قراره بإجازة البناء على أعمدة سفوح الجبال في المشعر المقدس، جاء من منطلق أن «سفوح جبال المشعر غير صالحة في الغالب لسكنى الحجاج فيها أيام منى، وأنه يمكن أن تستغل هذه السفوح بطريقة تحقق المصلحة العامة، ولا تتعارض مع العلة في منع البناء في منى».
وقد شذ عن إجماع أكثرية كبار العلماء السعوديين كل من الشيخين: صالح اللحيدان، وعبد الله بن غديان، مستندين على فتوى شرعية لا تجيز بناء المباني متعددة الطوابق في وادي منى.
ولكن مصادر مطلعة بمجلس الهيئة أوضحت أنه حتى لو تمت الموافقة على مشروع الإسكان التطويري في مشعر منى، فإن هيئة كبار العلماء تصر على أن تبقى الخيام البيضاء في مكانها، حفاظا على خصوصية المكان المقدس.
وفي مواجهة تحفظ بعض أعضاء هيئة كبار العلماء على هذا المشروع، قال عضو مجمع الفقه الإسلامي الدكتور محمد النجيمي: «إنه مع الرأي الذي لا يرى بأسا في إنشاء مبانٍ على سفوح جبال منى، بما يخدم الحجيج ويسهم في القضاء على الازدحام على مساكن الخيام»، بحسب جريدة الحياة اليوم السبت.
وأكد النجيمي أهمية مراعاة تنفيذ هذه المشاريع لاشتراطات فنية معينة، كإيجاد مساحات كافية للتهوية بين العمائر، ووضع المخارج والمداخل الطارئة، إضافة إلى ضرورة أن تكون هذه المباني بعيدة عن وادي منى حتى لا تتسبب في المزيد من الزحام.
وتشرف على المشروع وزارة الشئون البلدية والقروية بالتعاون مع مؤسسة التأمينات الاجتماعية والمؤسسة العامة للتقاعد، في حين يتولى معهد أبحاث الحج تقويم هذه التجربة، وتقديم الدراسات اللازمة في شأن مدى جدوى هذا المشروع من عدمه.
ويقام مشروع عمائر منى على أرض مساحتها نحو 25 ألف متر مربع، بكلفة تبلغ نحو 342 مليون ريال (حوالي 100 مليون دولار)، ويتكون المشروع من ست عمائر سكنية، يزيد ارتفاع كل عمارة منها على 61 مترا، وتضم كل عمارة طابقا أرضيا وطابق مصلى وطابق مطعم، إضافة إلى 10 طوابق لإسكان الحجاج.